AgOrAzEiN

Thursday, September 22, 2005


Thomas Nagel when he ‘seized the reality of our existence” wrote in Mortal Questions:

Our absurdity warrants neither that much distress nor that much defiance. At the risk of falling into romanticism by a different route, I would argue that absurdity is one of the most human things about us: a manifestation of our most advanced and interesting characteristics.

His website in NYU is the following:
http://philosophy.fas.nyu.edu/object/thomasnagel

Friday, September 16, 2005


Again...another quotation by Gustave Le Bon in Opinions And Beliefs:


One of the most constant characteristics of beliefs is their intolerance. The stronger the belief, the greater its intolerance. Men dominated by a certitude cannot tolerate those who do not accept it.

Salut!!

Wednesday, September 14, 2005


النهار صفحة أدب وفن 23 آب 2005
يوم في حياة عظيم شعراء لبنان سعيد عقل
لن أتكلم على سعيد عقل الجسد، لأني لا أعرفه. أعرف العقل فقط. لا قيمة للجسد في رأيي إلا بقدر ما يخدم العقل. أحب دائما أن أكبر على جسدي، وأن أطالب رأسي، فالعقل هو الملك الأوحد والمطلق.
أهمّ ما أفعله في يومي هو تعمّقي في الله، وتوغّلي في عالمه لكي أفهمه أكثر. لطالما قلتُ إن الملحد انسانٌ كسول. الناس مستعدون للحديث عن أتفه الأمور ساعتين وثلاثا، اكثر مما هم مستعدون للحديث عن الله دقيقتين. لكن، من سوى الله أعطانا هذا الكومبيوتر العظيم الذي هو الدماغ، هذا الكومبيوتر الفريد من نوعه لأنه يعرف، ويعرف انه يعرف! لم تستطع أي شركة تكنولوجية في العالم أن تخترع كومبيوترا مماثلا. انا والله صديقان. أعي قيمته جيدا، واشعر بالتقصير إذا ألهتني عنه في نهاري أمورٌ أخرى. لا يكفي أن أحب الله، بل ينبغي لي أن أعرف ماهيته، وهذه المعرفة تفترض أن أحاكيه، أن أخاطبه وأستمع اليه باستمرار. لذلك أتحاور مع الله يوميا، ويشغل ذلك جزءا كبيرا من وقتي وتفكيري.
يقضّني كذلك، يوميا وباستمرار، موضوع العطاء. وتحديدا أن اخلق العطاء. فمن لا يعطي يصبح ميتا. الميت اكثر منه، ذاك الذي يفكر حصرا في الأخذ. تشغيل عقلي بالكرم والعطاء يبقيني شابا. اليوم الذي لا امنح فيه عطيّة مني، أمرض. لِمَ استبخل الله؟ هو أعطاني الكثير، ومثلما اعطاني سأظل أعطيه. الكرم اصلاً فعل مسروق عنه، وأول عطاءاته أنه خلقنا.
يشغلني الزمان أيضا. الزمان: ذاك الماكر الذي لا يعود الى الوراء ولا يفسح لنا أن نقوم بعملين في الوقت نفسه. فإذا خصصنا نصف دقيقة لنكره شخصا، راحت هذه الدقيقة إهدارا. العالِم يعرف هذه المعادلة جيدا، لذلك تراه لا يبدد وقته سدىً. العالِم يشتغل للزمان. وانا في هذا المعنى عالِم، وتهمّني العلوم كلها. لذلك أفي العلم حقّه من وقتي كل يوم. أقرأ كتبه ومراجعه، وأتابع اخباره و"لعباته" واكتشافاته، وهو لا يكفّ عن إدهاشي: الطب في شكل خاص، لكن ايضا الفضاء، وعلماؤه الذين سيأخذونني قريباً الى وطني الثالث الكون ويجمعونني بسكانه المنثورين في آلاف الكرات الشبيهة بكوكبنا. قال أحد العلماء إذا خصصنا 15 عاما من حياتنا للعلوم، يمكن ان نتقنها كلها. أما أنا فأقول: إذا لم يكن لدينا اطلاع على العلوم، فإننا لا نحترم انسانيتنا. أنا انسان، أي أني خُلقتُ لأكون عارفا بكل شيء. حتى الحرية لا تساوي شيئا بلا المعرفة والحقيقة.
كيف أمضي نهاري أيضا؟ بالحبّ: أنا خبير حبّ. لي ثلاثة اوطان: لبنان، الكرة الارضية، وهذا الكون الواسع اللامحدود. وعندي من الحبّ ما يغمر شعوب الاوطان الثلاثة. لكن يشغلني وطني الأول لبنان خصوصا. كيف لا وهو اعظم دولة في العالم بعد الفاتيكان، وأقول ذلك لأننا لا نستطيع أن ننافس الفاتيكان. لربما اتهمني أحدهم بالمبالغة. لا أخشى ذلك.
أحلم أن يخترعوا قاموسا ليس فيه كلمة سلبية واحدة، وقد طلبتُ فعلا من صديقي روحي البعلبكي أن يحققه. وكم يستنير يومي عندما يزورني اطفال، اذ لديهم، مع الحبّ، النعمة الأجمل: نعمة البراءة، التي سيعيدها الله الينا في السماء.
هكذا نصل الى الشعر، جوهر نهاري وروحه. لا يمضي يوم من حياتي من دون أن أكتب. أكتب الشعر تحديدا، لأن هذا "الأريستوقراطي" هو الوحيد القادر على جعل كلمتنا العادية كلمة إلهة. فرادة الشعر على بقية الفنون أنه شريك الكلمة العادية. أكتب الآن خماسيات ولُمَحاً ولقى، وقد أمضي يومين أو ثلاثة ايام على بيت شعر واحد. الشاعر يخلق الجمال. غار الانسان من الله فصار يريد أن يخلق الجمال مثله. لكني أذهب أبعد من ذلك لأقول إن شرط الجمال أن يكون شغل الانسان، لا شغل الله. قد يستغرب الناس قولي إن الجمال الذي ينتجه الانسان "أجمل" من الجمال الذي ينتجه الله،. لكنّ الله يخلق جماله ويمضي، اما الشاعر أو الفنان فينحني على عمله شهورا وسنوات ليتقنه.
سيقولون: سعيد عقل يتكبّر على الله وعلى عمل الله. لا، ليطمئنوا. الله لن يزعل منّي. الله "يعدينا" عظمة، وهو الذي يريدنا ان نتمثل به ونشبهه. كان المسيح واضحا. قال: كونوا كاملين كأبيكم الذي في السماوات. لم يقل: كونوا كاملين بنسبة 99 في المئة من كمال أبيكم. كتب دوستويفسكي: "الجمال منجاة العالم". بخلق الجمال أضارب على أبي الجمال.
وأن أكتب الشعر، يعني أن أزامل الله في إنتاج الجمال.
(خاص بـ "النهار")


جمال الغيطاني يكتب في "يوم من حياة" النهار صفحة أدب و فن في 12 أيلول 2005

أستيقظ عدة مرات ليلاً في السنوات الأخيرة. لم يعد نومي متصلا. جهازي العصبي مضبوط على موعد إذاعة نشرة أخبار الـ بي بي سي ، أي حوالى الخامسة والنصف فجراً بتوقيت القاهرة. أسمعها بالإنكليزية ثم بالعربية، المذياع إلى جواري وفي متناول يدي. بعدذاك أستأنف النوم. لا أستطيع تحديد اللحظة الفاصلة ما بين اليقظة والغفو. أروح وأجيء، أنام ثم أستيقظ مرة أخرى: إنها السابعة. أشعر بالراحة، أمامي ساعتان للبقاء في الفراش. أتمنى لو أغفو من جديد، فالموعد الذي حددته لمغادرة الفراش هو التاسعة. أحيانا أستأنف النوم، وأحيانا لا أستطيع.
منذ أن بدأت عملي في سنّ مبكرة، لم أستمتع يوما بحرية الموعد الذى يمكننى الاستيقاظ فيه: دائما عايز ألحق . حتى بعد تحرري من مواعيد توقيع الساعة، لإثبات الحضور والانصراف، اتخذت لنفسي موعدا أغادر فيه إلى العمل. ذلك أنني أقسم اليوم بين عملي الصحافي وعملي الخاص ليلا، أي انني أعيش يومين في اليوم الواحد. بين التاسعة والعاشرة أمارس طقوس الصباح من حلاقة لحية واستحمام لمدة عشر دقائق تحت الدش، ثم ارتداء الملابس، فإعداد الإفطار الذي لم أغيّره منذ سنوات: ملعقة صغيرة من زيت حبة البركة، علبة زبادي خالية الدسم، كوب نسكافيه مذاب فيه ملعقة لبن. بعدذاك أتناول حقيبتي. أحاول تذكر ما يجب أن أصطحبه معي، أجتهد كي لا أنسى شيئا، لكنني في الغالب أنسى، فالذاكرة مثقلة، مثقلة...
ما بين محل إقامتي في ضاحية المعادي، ومكتبي في دار أخبار اليوم ، حوالى نصف ساعة، إذا كان الطريق سالكا، في السيارة الخاصة بالمؤسسة التي يقودها زميل من الدار. في تلك الأثناء أتصفح الصحف: أعرف ما يجب أن أقرأه، وأتجه مباشرة إلى أعمدة كتّابٍ أحترمهم أو أحتقرهم. جولة قراءة سريعة ثم أصل إلى المكتب عند العاشرة والنصف تقريبا. ألازم المكتب حتى الثالثة (ما عدا يوم الثلثاء الذي أقضيه في المكتب حتى السادسة، قبل أن أخرج إلى موعدي الأسبوعي مع نجيب محفوظ الذي يمتد إلى العاشرة مساء).
هناك، مقابلات ومكالمات؛ أدباء يستفسرون عن نصوص لم تنشر، أو وصلت ويطلبون الرأي فيها؛ صحافيون يستفسرون عبر الهاتف عن قضايا تهمّهم؛ والقليل، القليل جدا من الأصدقاء. يمكن القول إن علاقاتي الحميمة نادرة، أقل من نصف عدد أصابع اليد الواحدة. أعود إلى البيت مرهقا. أثناء تناولي الغداء أتابع الأخبار. مصدري الرئيسي على التلفزيون قناة الجزيرة والـ سي إن إن ، وفي الإذاعة الـ بي بي سي . أقلّب المحطات، أتوقف أحيانا عند محطةarte إذا كانت تبث فيلما. يمكنني أن أتابع، بفرنسيتي المحدودة، الكثير من الأفلام التي لا نسمع عنها وتعرضها هذه الفضائية. منذ أكثر من ربع قرن لم أدخل قاعة سينما. أتابع الأفلام عبر التلفزيون وأملك مكتبة سينمائية لا بأس بها تضم الأفلام التي أحبّها.
بين السادسة والسابعة أتمدد فوق الفراش. أنام دائما ساعة أو ساعتين في ذلك الوقت. هكذا أفصل بين النهار المخصص للرزق، والنهار المخصص للإبداع، وهو نظام التزمت به منذ أن بدأت عملي بعد تخرجي من المدرسة الفنية التي تعلمت فيها فن السجاد الشرقي، وتحديدا الإيراني. لا يختل هذا النظام إلا بسبب سفر، أو ظروف استثنائية جدا مثل مرحلة حرب الاستنزاف وأكتوبر. خلال السنوات الأخيرة أصبح النوم أقل، أما نوم بعد الظهر فمجرد تمدد على الفراش. لا أستغرق فيه إلا إذا كنت تناولت قرصا مهدئا في الليلة السابقة.
تحت الدش مرة أخرى. الاستحمام ضروري قبل الجلوس إلى المكتب. هذه هي مكتبتي التي تمثّل جزءا من عوامل توازني الداخلي. أبدأ بالقراءة، وتحديدا بقراءة الشعر القديم: إنه مفتتح القعدة، ثم قراءة فصول من كتاب الكون مشتبكا معه. أقرأ لمدة ساعتين، ثم اكتب من ساعتين إلى ثلاث. القراءة عندي مثل الكتابة، أضعهما في مستوى واحد، ومما أحمد الله عليه أن رغبتي في القراءة تتزايد، لا تهن مع التقدم في العمر. أنتزع الوقت للقراءة في الثبات والانتقال وما قبل النوم وبعده: هناك قراءة أعتبرها خفيفة للصحف والمجلات، وقراءة ثقيلة لنصوص كبرى أعايشها منذ سنوات. اقرأ في أكثر من كتاب لعلي أستوعب وأرضى، غير أنني لا أرضى أبدا.
عند الحادية عشرة مساء أتناول عشاء خفيفا لمدة نصف ساعة، أعود بعده إلى المكتب، وإلى سماع الفقرة الخاصة بتسجيلات أم كلثوم القديمة التي تبثها إذاعة الأغاني. هكذا آوي إلى الفراش في الأولى مثقلا بالحنين، مسترجعا لما كان، متخيلا بعض ما سيكون، معاتبا نفسي على التقصير، مترددا بين الحقيقة والوهم، وعندي يأس من النوم فترة كافية.
(خاص بـ النهار )